أشرفت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، أمس الإثنين 19 ماي 2025، على توقيع اتفاقيتين مهمتين لتأهيل مراكز جماعات قروية والنسيج الحضري لمدينة ورزازات، وذلك في إطار زيارتها الميدانية لجهة درعة-تافيلالت.
الاتفاقيتان، اللتان وُقعتا بشراكة مع مجلس جهة درعة-تافيلالت، والمجلس الإقليمي لورزازات، بالإضافة إلى 13 جماعة ترابية، ستمكنان من تعبئة غلاف مالي إجمالي قدره 358 مليون درهم خلال الفترة 2025-2026، منها 128 مليون درهم كمساهمة مباشرة من الوزارة. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تسريع وثيرة إعادة التأهيل وتحقيق عدالة مجالية مستدامة.
وفي تصريح لها بهذه المناسبة، أكدت الوزيرة أن هذه الخطوة تندرج في إطار تنزيل التعليمات الملكية السامية الداعية إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، مضيفة: “هدفنا هو تسريع تأهيل المراكز القروية والنسيج الحضري وتحسين ظروف عيش المواطنات والمواطنين بجهة درعة-تافيلالت”.
الزيارة التي تشمل عدة أقاليم بالجهة، شكلت فرصة للوقوف على تقدم الأشغال المتعلقة بإعادة الإعمار بعد زلزال 8 شتنبر 2023.
وكشفت المنصوري أن إقليم ورزازات سجل إنجاز 3736 ورشاً لإعادة البناء إلى غاية 15 ماي 2025، أي ما يعادل 86% من مجموع الأوراش المفتوحة.
وأكدت الوزيرة أن كل من قدم طلبًا للبناء حصل على الترخيص، وأن عمليات البناء تسير وفق متابعة تقنية دقيقة ومواكبة ميدانية مستمرة للأسر، بشراكة مع السلطات المحلية والمنتخبين.
ومن أبرز محطات زيارة الوزيرة بإقليم ورزازات، كانت زيارة دوار أنميد بجماعة خوزامة، الذي تضرر بشكل كبير جراء الزلزال. وتم تنفيذ مشروع إعادة الإعمار، اعتمدت على نقل السكان إلى هضبة، وتمكينهم من بناء منازلهم بشكل يحترم خصوصياتهم الثقافية ونمط عيشهم.
المشروع، الذي تم بتعاون وثيق بين السكان المنظمين في جمعية “أنميد للإعمار” وشركات البناء، أسفر عن إنجاز 145 وحدة سكنية بمساحة تصل إلى 135 مترًا مربعًا لكل وحدة، منها 75 مترًا مخصصة للسكن.
وفي تصريحها خلال الزيارة، قالت الوزيرة: “هذا النموذج المبني على التضامن والثقة يعد تجربة ناجحة يُحتذى بها، وقد حصلت كل أسرة على الدعم العمومي اللازم مما مكنها من إنهاء الأشغال حسب إمكانياتها وبذوقها الخاص”.
وشملت الزيارة الإعلان عن مشروع لحماية دوار توراسين بجماعة تلوات من المخاطر الجيولوجية التي خلفها الزلزال، حيث سيتم تنفيذ أشغال لتثبيت الصخور وتنظيف المنطقة تفاديًا لأي انهيارات مستقبلية.
